للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغابره، وهو البشرى بفتح قلعة الروم، والهناء لكل من رام للإسلام نصرا ببلوغ ما رام وما يروم.

وذلك أننا ركبنا من مصر وما زلنا نصل السّرى بالسّير، ونرسل الأعنّة إلى نحوها فتمد الجياد أعناقها مسدّا ينقطع بين قوائمها السّير، واستقبلنا من جبالها كل صعب المرتقى، شاهق لا يلتقى به مسلك ولا يلتقى، فما زالت العزائم الشريفة تسهل حزونه، والشكائم [تفجر (١)] بوقع السنابك على أحجاره عيونه، [٤٤] والجياد المطهمة ترتقى مع امتطاط متونها بدروع الحديد متونه، فجعل جبالها دكا، وحاصرها حتى ألحق بها حصن عكا، ولما أراد الله بالفتح الذى أغلق على المغول والأرمن أبواب الصواب، والمنح الذى أضفى على أهل الإيمان والمجاهدين أثواب الثواب، فتحت هذه القلعة بقوة الله ونصره يوم السبت الحادى عشر من شهر رجب، فسبحان من سهل صعبها، وعجل كسبها، ومكن منها ومن أهلها، وجمع ممالك الإسلام شملها.

وكان ذلك بخط شهاب الدين محمود، ونظم للسلطان يهنئه:

لك الراية الصفراء يقدمها النصر … فمن كيقباذ إن رآها وكيخسرو

إذا خفقت فى الأفق هدّت بنودها … دعائم (٢) واستعلى الهدى وانجلى الثغر (٣)

وإن يمنّت نحو العدى سار نحوها … كتائب خطر دوحها البيض والسمر (٤)


(١) [] إضافة مما ورد فى نهاية الأرب للتوضيح.
(٢) «هوى الشرك» فى كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣٣٤.
(٣) إذا خفقت فى الأفق هدت بنورها … هوى الشرك واستعلى الهدى وانجلى الثغر
فى البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٣٢٨.
(٤) وإن يممت زرق العدى سار تحتها … كتائب خضر دوحها البيض والسمر
فى البداية والنهاية، وكنز الدرر.

<<  <  ج: ص:  >  >>