للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّ مثار النقع ليل وخفقها … بروق وأنت البدر والفلك الحتر

بذل لها عزم (١) … فلولا مهابة

كستها (٢) الحيا جاءتك تسعى ولا مهر

صرفت إليها عزمة (٣) … لو صرفتها

إلى البحر لاستولى على مدّه الجزر (٤)

ولما سبقت البشارة إلى مصر فرحت العالم، وكتب الجواب يستأذنون على عمل قلاع وزينة، كما كانت العادة بذلك عند مثل هذه القضية.

وكان السلطان لما دخل دمشق سأله أهلها أن يصوم رمضان عندهم، وذلك لما فى قلوبهم من المحبة الأكيدة، ورأى السلطان أيضا طيبة دمشق ونزهها، قصد الإقامة بها، فكتب الجواب إلى مصر أن يمنع العمل للقلاع فإن السلطان عزم على أن يصوم رمضان بدمشق.

وكان الصاحب شمس الدين - عند دخول السلطان دمشق - اقترح على أهلها ببسط الشقق تحت قوائم الخيل من سائر الأصناف، كما اقترح ذلك على المصريين، ولم يقترح أحد غيره قبله، فصار عادة إلى الآن، وكتب بذلك على أهل دمشق كل أحد بقدر حاله وقدر منزلته، ولما بسطوا الشقق وأخذها أرباب الوظائف من السلحدارية والطبردارية وغيرهم أخذها الوزير عنهم وجمعها منهم، وعوضهم منها شيئا يسيرا، ثم ألزم كل من بسط شيئا أن يأخذه ويحمل ثمنه إليه، فوقفت جماعة منهم بين يدى السلطان واستغاثوا بجماعة من الحرافيش والعوام، فاستغاثوا إليه، وأنهوا ضررا بذلك، وكان وقوفهم فى سوق الخيل والسلطان راكب،


(١) «بذلت لها عزما» فى البداية والنهاية، كنز الدرر.
(٢) «كساها» فى البداية والنهاية، كنز الدرر.
(٣) «صرفت إليهم همة» فى البداية والنهاية، كنز الدرر.
(٤) ورد فى البداية والنهاية ٤٠ بيتا من هذه القصيدة - انظر ج‍ ١٣ ص ٣٢٨ - ٣٢٩. كما ورد منها ٦١ بيتا فى كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣٣٤ - ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>