للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرسم السلطان للحاجب أن كل من باسمه شئ يأخذه ولا يعطى للوزير شيئا، وطلب الوزير وأنكر عليه ذلك.

وقال بيبرس فى تاريخه: ولما كنا فى شدة الحصار والقتال والمضايقة والنزال أشرفت علينا من البر الشرقى طائفة من التتر لائحة من بين الجبال، فرسم السلطان لتجريد جماعة من العساكر صحبة بعض الأمراء الأكابر لكشف الخبر وقص الأثر وحسم مادة من ظهر من التتر، فجرد أربعة مقدمى الألوف ومضافيهم منهم الأمير بدر الدين بكتاش أمير سلاح وكنت من مضافيه، والأمير ركن الدين طقصو الناصرى، والأمير سيف الدين بلبان الحلبى، والأمير حسام الدين لاجين السلحدار المنصورى، فسرنا جميا سيرا [٤٥] عنيفا، وعبرنا الفرات من مخاضة شميصاط (١)، وسرنا فى البر الشرقى عامة الليل والنهار، وقصصنا الآثار فلم نجد أحدا من التتار، فعدنا فى الحال وحضرنا إلى المنازلة والقتال حتى افتتحنا قلعة الروم، وبلغ السلطان منها ما كان يروم.

ولقد اتفق فيما بعد وصول الأمير سيف الدين (٢) جنكلى بن البابا أحد أمراء التتار إلى الديار المصرية، فأخبرنى أنه كان فى تلك السرية وأنها كانت زهاء على عشرة آلاف فارس صحبة مقدم يسمى نيتمش (٣)، وكانت قد جاءت تلتمس فرصة وتطلب من المسلمين غرة. قال المذكور: فلما شاهدنا كثرة العساكر وعظمتها أيقنا أن لا قبل لنا بها، فرجعنا على أعقابنا وسرنا مجدين إلى مقامنا (٤).


(١) «شميصات» فى زبدة الفكرة.
(٢) «بدر الدين» فى التحفة الملوكية ص ١٣١.
(٣) «بيتمش» فى التحفة الملوكية ص ١٣١.
(٤) زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٧٦ ب، ١٧٧ أ، وانظر أيضا التحفة الملوكية ص ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>