للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهى من أحصن القلاع وأعظمها فى الارتفاع والامتناع، ولا يتوصل إليها إلا من طريق صعبة المرتقى لا يستطيع الفارس سلوكها، وبحر الفرات جار من تحتها، ولا منزلة لمن ينازلها (١) إلا فى لحفها (٢).

وهى بين عقاب صعاب كما قال الشاعر:

عقاب بها كل العقاب ومحجر … كأنى أمشى فوقه بالمحاجر

ويدور بها نهر يسمى نهر مرزبان، وبيوت أهلها مغاير منقورة فى الجبل محكمة الصنعة.

وذكر فى بعض التواريخ: أن المثال الشريف ورد إلى الأمير عز الدين أيبك الخازندار نائب السلطنة بمصر فى الغيبة على يد الأميران السلاح دار وأقوش الموصلى الحاجب فى بكرة الإثنين العشرين من رجب الفرد، وهو من إملاء القاضى فتح الدين بن عبد الظاهر، وهذه نسخته (٣):

بسم الله الرحمن الرحيم

أدام الله نعمة المجلس العالى الأميرى العزى، ولا برحت متلوة عليه آيات التأييد، واردة إليه بشائر ظفرنا التى يتجمل بحملها البريد، قادمة عليها التهانى، كم لحمائم الحمد فى أفانينها من تغريد، تبشره بفتح ما خطر على بال أحد أنه يكون، ولا أن صعبه يهون، ولا أن نيله على غير عزائمنا الشريفة يقرب ولا فى الوهم، ولا أن الحظوظ تبلغ فيه من مرامها [٤٦] سهما، ولا أن الخطوب ترامى مراميه بسهم، وذلك لبعد مداه، وقوة قومه بالنفار المخذولين الذى تكفأ


(١) «لمنازلها» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٢) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٧٦ أ.
(٣) انظر ما سبق ص ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>