الروم والنصارى العرب .. قاتل زيد وقاتل بحماس من يريد اقتحام باب الجنة لكن حبيب النبي وأمير جيشه حوصر بالرماح والسيوف حتى خر شهيدًا على أرض المعركة فالتقط الراية جعفر بن أبي طالب ليقوم بما يشبه المعجزات .. وكأنه يسابق زيدًا ويزاحمه على دخول باب الجنة ..
[جعفر]
هذا المبحر في المعاناة المليء بالأسرار الذي يخبئ الكثير للإسلام .. يتفجر على أرض مؤتة وكأنه يعوض غيابه المرير عن بدر وأحد والخندق وباقي المعارك المجيدة .. وكأنه يبحث عن شهادة كشهادة عمه حمزة .. وكأن فرسه تعيقه عن اقتحام الجنة .. قام بعقرها فهو لن يحتاجها بعد اليوم فليس أمامه سوى جحافل الروم والنصارى العرب والموت .. وهو لا يهاب هذه المصطلحات وليس في ذاكرته حروف للهرب ..
يقول أحد الصحابة:"وهو أحد بني مرة بن عوف وكان في الغزاة غزاة مؤتة قال: والله لكأني انظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل وهو يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردًا شرابها
والروم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها
عليَّ إذا لاقيتها ضرابها" (١)
أما كيف قتل .. فعلى طريقته الخاصة والخارقة التي نحت تفاصيلها
(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق وابن هشام ٥ - ٢٨ ومن طريقه ابن أبي شيبة ٤ - ٢١٣ والحاكم ٣ - ٢٣٠ وأبو داود ٣ - ٢٩ حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بني .. يحيى ثقة ووالده تابعي ثقة كان خليفة والده. التقريب ١ - ٣٩٢.