هذا إذا كان المسلم سليم الجسم لا يشكو من أي مرضٍ .. وكان مقيمًا في بلدته غير مسافر .. فإن كان مريضًا أو مسافرًا فيجوز له أن يفطر لكن يجب عليه صيام الأيام التي أفطرها فيما بعد ..
وقبل ذلك كله كان بإمكان أي مسلم سليمًا كان أو مريضًا .. مقيمًا كان أو مسافرًا .. كان بإمكان أي مسلم أن يفطر ولا يقضي أي يومٍ أفطره لكن بشرط .. هذا الشرط هو أن يقوم المفطر بتقديم وجبة تشبع مسكينًا واحدًا عن كل يوم أفطره .. لكن هذه الأحكام لم تدم .. لقد تغيرت ونسخت وجاءت بعدها:
[أحكام جديدة في الصيام]
وكان لهذه الأحكام الجديدة أسباب وقصص بعضها طريف وبعضها يتلوى من الجوع .. لكن الصيام لم يتغير .. ما زال هو: ترك الطعام والشراب وممارسة الزوجية .. فما هي هذه القصص:
البراء بن عازب رضى الله عنه يقص علينا إحداها ويحدثنا عن أهل بيت صاموا وصام معهم بيتهم الذي كان خاليًا كبطون أهله .. ذلك البيت الذي لم يكن فيه ما يبل الريق أو يسد الجوع .. إنه باختصار صفة أخرى .. يقول البراء:
(إن أحدهم كان إذا نام قبل أن يتعشى لم يحل له أن يأكل شيئًا .. ولا يشرب ليلته ويومه من الغد حتى تغرب الشمس حتى نزلت: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
ونزلت في أبي قيس بن عمرو، أتى أهله وهو صائم بعد المغرب فقال: هل من شئ؟ فقالت امرأته: ما عندنا شيء ولكن أخرج ألتمس لك