للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النبي يريد رد الغنائم على هوازن]

ولذلك انتظر عودتهم على أرض الجعرانة أيامًا قال عنها أحد الصحابة "وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف" (١) ولما لم يعودوا قام عليه السلام بـ:

[توزيع الغنائم]

وقد كانت طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في توزيع الغنائم على غير المعتاد .. كانت طريقة تناسب هذه الظروف الجديدة تمامًا .. فقد دخل في الإِسلام أعداد لا حصر لها ما بين يوم وليلة .. وهذه النوعية من الناس تحتاج إلى من يعمق جذور الإيمان الغضة الطرية في داخلها لأنها عرضة للتلف في العراء .. وقد تبين ذلك قبل أيام على أرض حنين عندما هرب الأعراب والطلقاء ومن أسلم حديثًا وتركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على أرض المعركة .. كانت كثرتهم غير مجدية بل ضارة ومعيقة .. ومن أجل هذا انسابت الغنائم بشكل أثار استغراب الكثيرين لكنه بُعْد نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - وسعة أفقه .. فرغم أن تلك الغنائم كانت هائلة جدًا وكثيرة جدًا إلا أن شيئًا منها لم يذهب إلى أحق الناس بها وهم الأنصار .. كانت غنائم حنين تقييمًا للإيمان والمؤمنين لا مكافأة هذه المرة .. كان توزيعها نقلة نوعية في طريقة الدعوة عند ما تتهاوى الدول أمام زحف الدولة الإِسلامية .. لأن الشدة وحدها توجد تلك النوعيات الفذة والممتازة من الرجال أما الرخاء فحلفاء الرخاء والرفاه كثيرون .. بدأ - صلى الله عليه وسلم - بتوزيع الغنائم فهجم الأعراب الذين هربوا من المعركة عليه بأسلوب فوضوي قال عنه أحد الذين كانوا برفقته - صلى الله عليه وسلم - في


(١) صحيح البخاري ٢ - ٩٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>