حتى ولو كنت في درب لزب بالشواغل .. التفت إليه وواسه .. كم هي ثقيلة أمانة النبوة .. نبي كسير حسير يحتاج إلى مواساة فيؤمر بالمواساة للأيتام والكادحين والفقراء وإلا عوتب .. وإن كان نبيًا .. لقد نزلت كلمات عتاب أخرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب غفلة بسيطة عن أحد المساكن .. فما الذي حدث عندما:
عتاب شديد أنزله الله سبحانه .. ووجهه إلى نبيه .. ولو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم نبيًا لأخفى ذلك العتاب ومحاه .. ولم يطلع عليه أحدًا .. لكنها النبوة .. لكنه الأمين .. أما قصة ذلك العتاب فهي أن مسلمًا مسكينًا ضرير البصر اسمه: عبد الله بن أم مكتوم (أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: أرشدني -وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين-، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما أقول بأسًا، فيقول: لا)(١) فأنزل الله آياته تصحح الخطأ وتجبر الكسر .. ترى
(١) إسنادُهُ صحيحٌ، رواه ابن جرير (٣٠/ ٣٢)، والواحدي (٢٩٧) والحاكم والترمذيُّ وأبو يعلى، من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان الأموي، عن أبيه عن هشام عن أبيه عروة عن عائشة، وسعيد ووالده ثقتان، انظر التهذيب (١١/ ٢١٣) و (٤/ ٩٨) وهشام ووالده ثقتان معروفان، فالسند صحيح.