كما أباد أبا جهل على أرض بدر .. ثم نسي الناس من يكون أبو جهل ونسوا زعامته وبقي محمَّد ومن معه .. لذلك تم:
[إسلام أبي سفيان]
وذلك عندما "قال العباس ويحك يا أبا سفيان أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن تضرب عنقك، فشهد بشهادة الحق وأسلم .. قلت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئًا قال: نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن"(١)
لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يريد إيمانًا كإيمان ابن سلول .. فأبو سفيان زعيم وإيمان هذا الصنف من الناس لا يمكن أن يتم إلا إذا واجهته بعاصفة من الحقائق يستحيل بقاؤه معها .. وقد أحب - صلى الله عليه وسلم - أن يقدم لأبي سفيان برهان ما قاله هرقل زعيم الروم أمواجًا تتلاطم على وجه الأرض وتغرق الأصنام ومن يعبدها .. لكن قبل ذلك قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بتقسيم جيشه إلى أربع كتائب أو أقسام:
كتيبة تمثل جناحًا أيمنًا يقودها الزبير - رضي الله عنه - .. وكتيبة أخرى تمثل جناحًا أيسر ويقودها خالد بن الوليد - رضي الله عنه -.
وقسم يقوده أبو عبيدة وهم الحسر الذين لا يملكون دروعًا ويبدوا أنهم في المؤخرة .. وقسم يقوده النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قلب الجيش وأكثره .. وهو عبارة عن معظم القبائل العربية .. وفرقة مدرعة ضخمة لقبت بالخضراء لشدة سوادها من كثرة الدروع وهو مكون من المهاجرين والأنصار ..