للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هبطت وهبط الناس معى إلى المدينة .. فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها علي فعرفت أنه يدعو لي" (١)

ومضى يوم الجمعة كاملًا والنبي عليه السلام على فراشه لم يخرج .. وجاء يوم السبت فصلى أبو بكر الفجر والظهر فكانت المفاجأة عندما رأى المصلون

[النبي (صلى الله عليه وسلم) يخرج للصلاة]

وذلك بعد أن أذن بلال رضي الله عنه وأقام الصلاة فتقدم أبو بكر للصلاة وكبر وأمهم وأثناء الصلاة خرج علي بن أبي طالب والعباس رضي الله عنهما يحملانه عليه السلام من غرفة عائشة التي تقول: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر يصلى بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر .. فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يتأخر قال: أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر .. فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس بصلاة أبي بكر والنبي - صلى الله عليه وسلم -" (٢) فتحول المسجد إلى ساحة من البهجة والسعادة التي لم تدم فقد أدخل عليه الصلاة والسلام إلى بيت عائشة من جديد يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد برد مخالفًا بين طرفيه فلما أراد أن يقوم قال: ادع لي أسامة بن زيد


(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق السيرة النبوية ٦ - ٦٧ حدثني سعيد بن عبيد بن السباق عن محمَّد بن أسامة عن أبيه أسامة بن زيد وسعيد ومحمَّد بن أسامة تابعيان ثقتان من رجال: التقريب ١ - ٣٠١ و٢ - ١٤٣.
(٢) صحيح البخاري ١ - ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>