للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقصدان جبلًا عيَّناه وحدداه ورسماه ضمن خارطة الهجرة وخطة الهروب .. وهما الآن يعجان إليه .. لكن أبا بكر الصديق لم يكن طبيعيًا .. كان مرتبكًا .. طريقة سيره توحي بذلك .. فهو يحمل روحه في إحدى يديه .. ويحمل باليد الأخرى خمسة آلاف درهم هي كل ما يملكه من مال .. لكن حركته واضطرابه لا توحي بأنه خائف على روحه ولا على ثروته فماذا هناك؟

[ماذا دهاك يا أبا بكر]

أتدرون ماذا كان يفعل (يكون مرة أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة .. وخلفه مرة، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال: إذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى (١) من أمامك، وإذا كنت أمامك خشيت أن تؤتى من خلفك) (٢) واستمر أبو بكر في تصرفه حتى عندما لامست أقدامه صخور الجبل .. وعند الصعود فعل ذلك (حتى انتهى إلى الغار من ثور).

عندها فعل أبو بكر ما لا يفعله غيره (قال أبو بكر: كما أنت (٣). حتى أدخل يدي فأحسه وأقصه فإذا كانت فيه دابة أصابتني قبلك) (٤).


(١) أي تهاجم وتصاب.
(٢) حديثٌ حسنٌ بالشواهد: رواه البغوي (سيرة ابن كثير ٢/ ٢٣٧) وابن هشام، حدثنا داود الضبي، حدثنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة ورجال هذا الإسناد ثقات، انظر داود الضبي في التقريب (١/ ٢٣٣) حيث قال عنه: ثقة، وراجع ترجمة نافع بن عمر في التقريب (٢/ ٢٩٦) حيث قال عنه: ثقة ثبت، وابن أبي مليكة تابعي ثقة أدرك ثلاثين صحابيًا واسمه عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، إذًا فالنص مرسل، لكن يشهد له حديث عمر، وسند آخر جاء عن عمر. انظره في دلائل البيهقي (٢/ ٤٧٧) وسند مرسل أيضًا عن الحسن البصري رواه ابن هشام فالحديث حسن.
(٣) أي قف مكانك.
(٤) هو جزء من الحديث السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>