للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأهوى بإصبعه إلى فيه قال: فقلت: يا رسول الله .. وإنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا قال:

ثكلتك أمك ابن جبل .. هل يُكبُّ الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم" (١) لقد تحولت حياة هؤلاء العرب الأجلاف بهذا النبي إلى حياة أخرى .. نظافة وعبادة نقية وعلم وثقافة .. بل أصبح العلم والثقافة في مقدمة اهتماماتهم .. وأصبح رضى الله هو هدف الحصول على هذا العلم .. وبذلك ولدت أمة جديده تجعل العلم نوعًا العبادات .. والنظافة نوعًا من العبادات .. والحركة نوعًا من العبادات حتى حركة اللسان وسكونه حوَّلَها الإسلام إلى عبادة ..

كان - صلى الله عليه وسلم - يحدث أصحابه عن اللسان وخطورته وكأنه يستشعر تلك الأفاعي التي يخفيها المنافقون داخل أفواههم والتي تتلمظ لنهش أعراض الصحابة وتشويه صورتهم .. وقد حدث ذلك في أحد المجالس التي شملت بعض المنافقين .. حيث قام هؤلاء

[المنافقون يسخرون من النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته]

فقد "قال رجل في غزوة تبوك في مجلس ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء فقال رجل في المسجد كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) سنده قوي رواه الحاكم ٢ - ٤٤٧ من طريقين عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت والحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل رضي الله عن: وميمون تابعي صدوق: التقريب ٢ - ٢٩١ والحكم وحبيب تابعيان ثقتان وله شاهد حسن الإسناد عند أحمد ٥ - ٢٣١ ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>