للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاته فأفزع ذلك المسلمين .. فأكثروا التسبيح فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاته أقبل عليهم ثم قال: أحسنتم .. أو قال: قد أصبتم .. يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها" (١).

لم يستفد الصحابة من دروس العبادة فقط كان هناك

[درس في الأحكام الجنائية]

فقد حدث بين بعض الرجال ما يحدث بين البشر من نزاع وسوء تفاهم قد يصل إلى الاشتباك بالأيدي أحيانًا .. وقد وصلت الأمور هذه المرة إلى الاشتباك فتضرر أحد الطرفين فذهب مشتكيًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يؤدي دور القائد والأخ والقاضي والمعلم وقبل ذلك النبي .. صحابي اسمه: يعلي بن منية "رضي الله عنه قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك فحملت على بكر فهو أوثق أعمالي في نفسي .. فاستأجرت أجيرًا فقاتل رجلًا فعض أحدهما الآخر فانتزع يده من فيه ونزع ثنيته .. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأهدرها (٢) فقال: أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل" (٣) فتعلم الصحابة أن خسائر المعتدي لا تعوض لاعتدائه ولأنه هو السبب فيها لا خصمه .. وإذا كان أحد الصحابة قد خسر أحد أسنانه فإن آخرًا كاد أن يفقد حياته عندما حذر عليه السلام أصحابه:

أمرًا مرعبًا سيحدث على أرض تبوك

ومعجزة أخرى ستحدث على أرض المعجزات - تبوك .. يقول أحد


(١) صحيح مسلم ١ - ٣١٧.
(٢) أي لم يعوضه.
(٣) صحيح البخاري ٣ - ١٠٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>