للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخبرنا الله سبحانه عن تلك المعنويات فقال: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} لدرجة أن "خرج شبان أصحابه وإخفاؤهم حسرًا ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح" (١) هذه الكثرة قد ترفع المعنويات لكنها قد تسحب خلفها غرورًا يكبد الكثير من الضحايا والخسائر فالنصر من عند الله لكنه لا يتحقق إلا بمجهود بشري أمر الله بتنفيذه بدقة .. ولن ينصر الله جيشًا مسلمًا مفرطًا متهاونًا أو مخالفًا للأوامر أو غير مستعد .. لذلك لا بد من تلافي الأخطاء التي تكلف أثمانًا باهظة حتى لا يقع الجيش المسلم في فخ غزوة أحد مرة أخرى .. تعالوا نقرأ تفاصيل حنين ففيها الكثير من المفاجآت .. تعالوا إلى:

[وادي حنين وأرضها]

فهي الآن تحت سيطرة جيش المشركين ويبدو من شهود العيان أن المشركين قاموا بتنظيم ما معهم من قوات وغير قوات في منتهى التهور والدهاء معًا .. بل ربما قاموا باستنساخ خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد مع اختلاف التضاريس .. فبينما كانت أرض أحد تحتوي جبالًا استغلها النبي - صلى الله عليه وسلم - نجد أرض حنين تحتوي على أودية استغلها قادة هوازن وغطفان بشكل سليم .. أما تخطيط مشركي هوازن وغطفان ومن معهما لتسيير المعركة (٢) فهو كالتالي:

قسمت هوازن وغطفان جيشها إلى قسمين:

أولًا- قسم أمامي ومكانه مقدمة بطن الوادي أو لنقل مدخل الوادي


(١) صحيح مسلم ٣ - ١٤٠٠.
(٢) هذا الاستنتاج بنيته على مجموع الأحاديث الصحيحة فقط لمجريات المعركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>