عرفة كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه" وتوقف عند تلك الخيمة وبقي تحتها حتى مالت الشمس من فوق الرؤوس نحو الغروب وهو وقت الظهر أو ما يسمى بالزوال .. يقول جابر رضي الله عنه: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الفجر ثم مكث قليلًا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها" (١) حيث خطب الناس هناك .. وكانت
[الخطبة يوم عرفة]
قصيرة ومختصرة رغم أن الخطيب كان أبلغ الناس وأكثرهم تأثيرًا وهو الذي لا ينطق عن الهوى .. ورغم أن الناس لن يملوا من حديثه .. إلا أنه سن سنته بقصر الخطبة يقول جابر "حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.
ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دمائنا دم بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعًا في بين سعد فقتلته هذيل.
وربا الجاهلية موضوع وأول ربًا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله.