للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولأنهم جميعًا بين أضلاعه -صلى الله عليه وسلم- فلا بد أن يدلف معهم شيء من الأحزان يشعر به ويشاركهم معاناته .. كان يتقاسم معهم الأحزان والأفراح ..

فخلال تلك البهجة .. خلال فرح المدينة بعرس محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وعائشة .. خلال الفرح بالمهاجرين والإِسلام كانت قافلة الحياة الطويلة تمر .. تعبر لا تتوقف .. تحمل الفرح والأحزان والمفاجآت .. قافلة الحياة تحمل هذه المرة حزنًا يتأهب لدخول بيت أحد أبطال العقبة والبيعة الخالدة:

[بيت أسعد بن زرارة]

الذي كان في أيامة الأخيرة يعاني من المرض .. فيقول أنس بن مالك: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قد كوى أسعد بن زرارة في الشوكة) (١).

لكن سعدًا مات رضي الله عنه .. مات فترك جرحًا في قلوب المسلمين .. وترك دعاءً في قلب رجل اسمه كعب بن مالك رضي الله عنه .. كان كعب يدعو له كلما سمع صوت المؤذن ليوم الجمعة .. فلماذا هذا النداء بالذات وما هي ذكرياته .. الإجابة أخذها عبد الرحمن من والده كعب بن مالك .. بعد أن بلغ كعب من الكبر عتيًا وشاب رأسه وذهب بصره .. يقول عبد الرحمن: إن والده

(كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة .. فقلت له: إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة .. قال:


= من رجال مسلم انظر التقريب ٢/ ٦٢ وسنوطا ثقة قال العجلي في معرفة الثقات ٢/ ١٢٢: عبيد سنوطا مدني تابعي ثقة.
(١) سنده صحيح. رواه ابن جرير (ابن كثير ٢/ ٣٢٩) أخبرنا محمَّد بن عبد الأعلى، حدثنا يزيد بن زريع، عن معمر عن الزهري عن أنس ... ومحمَّد بن عبد الأعلى ثقة (التقريب ٢/ ١٨٢) وشيخه أوثق منه (التقريب ٢/ ٣٦٤) والبقية أئمة أغنياء عن التعريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>