للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من سيب السوائب وبحر البحيرة) (١) وهي شياه وبهائم تترك للآلهة لا تُمَسُّ ولا تُحْلَب ..

غصَّت مكة بالشرك والأصنام .. وشكت الكعبة مما نصب على ظهرها .. وانحرف بنو إسماعيل عن توحيد ربهم الواحد الأحد وعن ملة أبيهم إبراهيم .. وكان آخرهم: عبد المطلب الذي حاز الزعامة والشرف .. وحاز بئر زمزم .. ولكنه لم يحز بعد كل أحلامه .. لقد كان يحلم وينذر ..

[كان يحلم بعشرة وذبيح]

تَلَفَّت عبد المطلب فوجد الناس تنظر إليه .. تحبه وتجله وتحمله في قلوبها .. وتَلَفَّت ثانية وثالثة .. ونظر وراءه فلم يجد خلفه إلا ابنه الحارث .. فرفع رأسه إلى السماء يخاطب خالقها الكريم الذي ساق له المجد .. أن يقر عينه بأخوةٍ للحارث، وظل يدعو ويدعو .. يخاطب الناس حوله .. يشهدهم ويقول لهم إنه (قد نذر إن توافى له عشرة رهط (٢) أن ينحر أحدهم، فحقق الله له ما أراد، ولما توافى العشرة أقرع بينهم أيهم ينحر، فطارت القرعة على عبد الله بن عبد المطلب - وكان أحب الناس إلى عبد المطلب.

فقال عبد المطلب: اللَّهم هو أو مائة من الإبل.

ثم أقرع بينه وبن الإبل، فطارت القرعة على المائة من الإبل) (٣)


(١) حديث صحيح رواه البخاري ومسلمٌ. انظر صحيح الجامع الصغير للإ مام الألباني (٦٥٣).
(٢) أي رزقه بعشرة أبناء.
(٣) إسناده حسن، ورواه ابن جرير في تاريخه (٢/ ٢٣٩): حدثي يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب أنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>