للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أبو معبد]

الذي صادفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريق الهجرة، فإنه (لما انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يستخفيان نزلا بأبي معبد، فقال: والله ما لنا شاة، وإن شاءنا لحوامل، فما بقي لنا لبن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"فما تلك الشاة؟ " فأتى بها. فدعى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبركة عليها، ثم حلب عسًا (١) فسقاه، ثم شربوا. فقال: أنت الذي يزعم قريش أنك صابئ؟ قال - صلى الله عليه وسلم -:"إنهم ليقولون ذلك". قال: أشهد أن ما جئت به حق، ثم قال: أتبعك؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا". حتى تسمع أنا قد ظهرنا) (٢).

وتجاوز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنمات أبي معبد، بعد أن ترك أبا معبد ظلًا .. تركه فيئًا يستظل به المتعبون، ربيعًا بعد أن كان حقلًا من الجفاف، تركه مرشدًا بعد أن كان يخبط في الظلام، وتحرك - صلى الله عليه وسلم - ليلتقي بعد مسافة ليست بالقصيرة بـ:

[خيمتا أم معبد]

(أم معبد الخزاعية، وكانت برزة جلدة (٣) تحتبي (٤) بفناء القبة ثم تسقي


(١) العس: هو القدح الكبير.
(٢) إسنادُهُ صحيحٌ. رواه البزار (كشف الأستار٢/ ٣٠١) وهو والحديث السابق من رواية: عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: سمعت إيادًا يحدث عن قيس بن لقمان، قال: لما انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر يستخفيان ... لكن سند الحديث السابق هو: عبيد الله بن إياد عن قيس بن لقمان، إذًا فالرواية واحدة, لكن هناك خطأ في السند الأول. عند البيهقي (٢/ ٤٩٧) فقد ذكره ابن كثير في سيرته (٢/ ٢٦٤): حدثنا عبيد الله بن إياد، حدثنا إياد، عن قيس، وهذا هو الصواب، فقيس صحابي، وعبيد الله ليس بتابعي، فهو لم يسمع من قيس، وهو ليس ضمن شيوخه الذين ذكرهم الحافظ في التهذيب (٧/ ٤) بل ذكر أباه ضمن شيوخه ورواية البزار خير شاهد، إذًا فالخطأ متأخر وعنه نشأ بعض الاختلاف في ألفاظ الروايتين.
وبعد فعبيد الله صدوق (التقريب١/ ٥٣) ووالده تابعي ثقة (التقريب١/ ٨٦).
(٣) هى التي لا تحتجب كالشابات رغم عفافها، ومعنى جلدة أي قوية أو جزلة.
(٤) الاحتباء: هو الجلوس مع ضم الفخذين إلي البطن بواسطة الذراعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>