للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها ... فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها وأمر أصحابه فأكلوا معه) (١).

فقال ذلك المسكين في نفسه: (هاتان اثنتان) (٢) ثم خرج من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أحر شوقًا مما كان عليه .. عاد لسيده اليهودي يكدح ويكدح .. وينتظر النهار بين نخيل المدينة .. فمن أجل النهار جاء .. جاء من مكان بعيد .. جاء سيدًا .. جاء مبتسمًا وباكيًا .. جاء عبدًا مقيدًا .. جاء من مر السنين .. ولن تضيره أيام قليلة من الانتظار .. فربما طلع النهار وانزاح ليله الدامي الطويل.

أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمكث ما شاء الله له أن يمكث في ضيافة أبي أيوب .. ولم يكن هناك من مسجد للصلاة فـ (كان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم) (٣).

لكن المدينة اليوم عاصمة للإسلام .. وهي تتسع كل يوم بالوافدين والمهاجرين .. وكان لا بد لها من مسجد .. وقرب بيت أبي أيوب لمح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حائطًا لبني النجار .. لم يرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنسب منه مكانًا لمسجده .. فكانت هذه القصة:

[قصة بناء المسجد النبوي]

لقد جاء الأمر (ببناء المسجد .. فأرسل إلى ملأ بني النجار فقال:

يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا .. ؟ فقالوا:


(١) حديث صحيح سيمر معنا. رواه ابن إسحاق.
(٢) حديث صحيح سيمر معنا. رواه ابن إسحاق.
(٣) حديث صحيح. رواه البخاري (٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>