للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"لا حاجة لنا في إبلك وغنمك"، ودعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فانطلق راجعًا إلى أصحابه، ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) (١).

مَن سراقة هذا وما الذي أتى به خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. وكيف عرف أنهم يسلكون طريق السواحل؟

[سراقة يتحدث]

ويقص كيف علم بمسلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما أخبره رجل لمحهم يسيرون بقرب الساحل .. وكان ذلك الحديث في مرابع بني مدلج (قوم سراقة) فيقول: (جاء رسول كفار قريش يجعلون في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر"دية" كل واحد منهما: من قتله أو أسره. فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي -بني مدلج- أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس، فقال: يا سراقة إني قد رأيت آنفًا أسودة بالساحل، أراها محمدًا وأصحابه) (٢).

[سراقة يبحث عن الدماء والدية]

فحالما سمع حديث الرجل انتصبت في مخيلته (مائة من الإبل) (٣) تدفعها قريش لمن ينثر على الساحل دم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه .. تخيل سراقة تلك الإبل المائة وهي تسيل بين الأودية نحوه ليضمها ويلحقها بما يملكه من الأغنام والإبل المنتشرة في طريق المدينة. لذلك حاول إخراس ذلك المتكلم .. وتثبيط عزيمة السامعين من قومه حتى لا يلحقوا بالمهاجرين فيخسر الإبل الجائزة. لقد قال سراقة لذلك الرجل: (إنهم ليسوا بهم،


(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٦١٥) والبيهقيُّ (٢/ ٤٨٣) واللفظ له.
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٩٠٦) مناقب الأنصار. أي رأيت أشخاصًا قرب الساحل.
(٣) جاء ذلك في حديث صحيح الإسناد عند البيهقي (٢/ ٤٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>