ومكّة .. أرض بني سليم: رعل وذكوان ولحيان وعصية التي عصت الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .. فماذا حدث في:
[غزوة بني لحيان]
يبدو أن بني سليم: رعل وذكوان وعصية .. وكذلك لحيان قد علموا بقدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وأدركوا فداحة جرمهم وشناعة خيانتهم للعهد .. وانتهاكهم لحقوق جارهم ملاعب الأسنة .. ورأوا بأعينهم ما حدث لذلك الشيطان الذي عبث بعقولهم من عقاب إلهي .. وأدركوا بركان الغضب الإِسلامي الزاحف نحوهم .. فهربوا كحمير مستنفرة فرّت من قسورة .. هؤلاء الخونة يحتاجون إلى من يجرّهم من جحورهم فردًا فردًا .. والنبي - صلى الله عليه وسلم - وجيشه ليس لديهم وقت لهذا ..
فالعودة إلى المدينة أنسب في الوقت الحاضر .. لكن لا بدّ من التخطيط للقضاء على مصادر الشرّ والجريمة المحيطة بالمدينة .. لا بدّ من تأديب تلك القبائل التي تتآمر على الإِسلام والمسلمين .. فالنبي - صلى الله عليه وسلم - جاء للأرض كلّها .. جاء بالسلام للعالم أجمع .. ولا يجوز حرمان العالم من هذه الرسالة الإلهية بسبب مجرم أو مجرمين من المشركين أو من اليهود ..
عاد - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة .. وبعد عودته كان بانتظاره وانتظار صاحبه أبي طلحة خبر سعيد:
أم سليم تلد طفلًا
(أخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة، فقالت: اللهمّ إنني كنت أدخل إذا دخل نبيّك وأخرج إذا خرج، وقد حضر هذا الأمر فولدت غلامًا)(١).
(١) حديث صحيح مر معنا عند الحديث عن زواج أم سليم. رواه الطيالسي (٢/ ١٦٠).