للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رب سلط عليَّ عقربًا، أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئًا) (١) .. ولا تستطيع أن تقول لحفصة شيئًا .. فهي التي جنت على نفسها .. فأي غيرة تسكن عائشة .. وأي حب ذلك الذي يأكل معها ويشرب .. ويحلّ ويرتحل .. كان حب عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم - سماءها وأرضها وبحارها التي لا شاطئ لها ..

لكن ماذا عن حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة إلى أي مدى هو .. وما هي المسافات التي قطعتها عائشة في قلبه وبين حناياه .. ؟

النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه .. في ساعة حب وعشق لعائشة .. في ساعة لم يكن فيها سوى محمد وعائشة والحب .. تحدّث - صلى الله عليه وسلم - بحديث يتقاطر شهدًا وحبًا .. حديث لم تسمع مثله حبيبة قط .. حديث جعل عائشة تشعر أن الشمس والقمر والدنيا كلّها بين يديها.

[حب النبي (صلى الله عليه وسلم) لعائشة إلى أي درجة؟]

تقول رضي الله عنها: (جلست إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن، وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا.

قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينقل (٢).

قالت الثانية: زوجي لا أبثّ خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره، أذكر عُجره وبجره (٣).


(١) حديث صحيح رواه مسلم - الفضائل.
(٢) تصفه بأنه كلحم الجمل الهزيل ويصعب الوصول إليه أيضًا، فالوصول إليه شاق، ليس فيه مصلحة حتى تنقله الناس إلى بيوتها وتستفيد منه.
(٣) تقول إنها لا تشيع خبر زوجها ولا تذكره .. لأنها لن تنتهى من إكماله لكثرة عيوبه .. والعجر تعقد العروق والعصب ونتؤها .. والبجر هو نتؤ في البطن.

<<  <  ج: ص:  >  >>