وقريش تعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يكذب .. وتحقق للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما أراد فتم عزل بني قريظة عن قريش وغطفان .. وانكسر أحد أضلاع مثلث الأحزاب .. فتزعزعت ثقة الأحزاب بأحلامهم وجيشهم .. وأصبحت الهزيمة عندهم قابلة للاحتمال .. وبدأت بوادر استجابة الله لدعاء سعد بن معاذ .. الذي حاول - صلى الله عليه وسلم - علاجه .. يقول جابر رضي الله عنه:
(رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ، فقطعوا أكحله، فحسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنار، فانتفخت يده، فحسمه أخرى، فانتفخت يده، فنزفه، فلما رأى ذلك، قال: اللَّهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة، فاستمسك عرقه، فما قطر قطرة)(١).
استجاب الله لسعد بن معاذ .. فأي مصير ينتظر بني قريظة .. استجاب الله دعاء سيد الأنصار .. فهل يستجيب الله لـ:
[دعاء سيد البشر]
الذي حاصره الكفر من كل مكان .. وطال عليه الحصار .. وسيطر الخوف على كل شبر في المدينة .. وصار الطفل والمرأة والرجل يخشون على أنفسهم إذا خرجوا لقضاء حاجة .. اشتد البرد والشتاء والجوع .. وبلغت الحال كما وصف الله في القرآن: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠)
(١) سنده صحيح رواه أحمد (٣/ ٣٥٠) حدثنا حجين ويونس قالا: حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر .. وظاهر هذا السند الضعف لأن أبا الزبير مدلس وقد عنعن .. لكن ذلك لا يضر في هذه الحالة لأن الراوي عن أبي الزبير هو الليث بن سعد وقد أعلم له أبو الزبير ما سمعه من جابر فرواه عنه .. التهذيب (٩/ ٤٤٢) وحجين ثقة -التقريب (١/ ١٥٥).