وأفراحًا .. لكن كيف يتم ذلك والأصنام أطناب خيمة تمنح السواد .. عن الأرض تمنع الضياء .. تحرم العباد نشوة الحياة .. تملأ الطريق نحو الله بالوحوش .. وبالغيلان والهوام.
حمل - صلى الله عليه وسلم - ثياب عرسه واتجه نحو تجمعات القوم من جديد .. فلن يكون للعرس لذة والناس محرومون من لذة الإيمان فالتوحيد كالماء كالهواء .. لا بد أن يدخل كل بيت ويعمر كل قلب .. وعلى حامله أن يحفر القناة بمعوله بيديه بأظفاره فالناس عطاش والأرض جفاف.
اتجه - صلى الله عليه وسلم - إلى قبائل العرب .. يرافقه أبو بكر الصديق .. وابن أخيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .. فكانت هذه القصة المنسوجة بالأشعار والأنساب:
[في خيام ربيعة]
يقول علي رضي الله عنه:
(لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يعرض نفسه على قبائل العرب، وأنا معه، وأبو بكر رضي الله عنه، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم، أبو بكر وكان مقدمًا في كل خير، وكان رجلًا نسابة- فسلم، وقال: ممّن القوم؟
قالوا: من ربيعة.
قال أبو بكر: وأي ربيعة أنتم؟ أمن هامها، أي من لهازمها (١)؟