للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان، فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر، فقال:

قد علمت الذي عاقدت عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترجع إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني اُخْفِرتُ في رجل عقدت له.

فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله عَزَّ وَجَلَّ) (١).

فقام ابن الدغنة، فقال:

(يا معشر قريش إن ابن أبي قحافة قد رد علي جواري، فشأنكم بصاحبكم) (٢) وكانت قريش وسفهاؤها بالانتظار، ولن يشك أحد بهجوم أحد هؤلاء المجرمين فيضربه رضي الله عنه، أو يدميه، أو يحثو في وجهه التراب، فليس له من نصير سوى الله، وسيتحمل في سبيله كل ما يصادفه، أما رفاقه فشاردون في الشعاب والأودية، هاربون من بطش قريش المفزع. وأما نبيهم فقد نزف دمه وتفاقم جرحه وألمه.

[دماء رسول الله]

في أحد أيام المعاناة .. أيام مكة الملتهبة .. (اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلم يقم ليلتين أو ثلاثًا، فجاءت امرأة فقالت: إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثًا (٣).


(١) حديث صحيح. رواه البخاري.
(٢) رواه ابن إسحاق بسند صحيح (ابن هشام ٢/ ١٦) حدثني محمَّد بن مسلم الزهري، عن عروة عن عائشة، وعروة والزهري تابعيان إمامان ثقتان.
(٣) إسنادُهُ صحيحٌ، رواه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير ٤/ ٥٢٢) من طريق أبي أسامة، حدثني سفيان، حدثني الأسود بن قيس، أنه سمع جندب يقول: رُمِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر في إصبعه فقال: .. وهذا الإسناد صحيح. الأسود تابعى ثقة. انظر التقريب (١/ ٧٦) وسفيان =

<<  <  ج: ص:  >  >>