مرّ على طلاقها من زيد بن ثابت ثلاثة أشهر .. أي ثلاث حيضات .. والمرأة لا بدّ أن تنتظر ثلاث حيضات حتى تتأكّد من خلوّ رحمها من أي علاقة من زوجها الأوّل .. تتأكّد من عدم وجود حمل حتى لا تختلط الأنساب وتتفشّى الأمراض .. يقول سبحانه:{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}(١).
وبعد أن مرت تلك الأشهر أمر الله النبي - صلى الله عليه وسلم - بالزواج من زينب رضي الله عنها .. لسبب واحد ذكره الله في القرآن .. ونزل به جبريل عليه الصلاة والسّلام .. فما هو
[سبب زواج النبي (صلى الله عليه وسلم) من زينب]
كان الناس في ذلك الوقت يعتبرون الابن بالتبنّي كالابن الحقيقي .. أي أن الابن إذا طلّق زوجته فهي حرام على أبيه والعكس .. فأنزل الله نسخ ذلك الشىء وأبطله بتزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - من زينب بنت جحش .. التي كانت زوجة لابنه -بالتبني- زيد بن حارثة. أنزل الله ذلك الأمر بعد أن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخشى كلام الناس حول ذلك .. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يستطيع أن يخفى شيئًا من الوحي ولا القرآن .. فإذا نزل الأمر فما عليه سوى السمع والطاعة لربّه سبحانه وتعالى ..
ولذلك يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (جاء زيد بن حارثة، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اتّق الله وأمسك عليك زوجك.