للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استنقذكم به مما كنتم فيه .. وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه .... فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلمًا .. قال عبد الله بن عباس فما سمعنا بوافد قدم كان أفضل من ضمام ابن ثعلبة" (١)

الوفد تأتي وتذهب .. والأمراء يذهبون ويأتون .. ها هو:

النبي (صلى الله عليه وسلم) يرسل خالدًا إلى اليمن

يرسله أميرًا وداعية لأرض الإيمان والحكمة .. وبعد فترة بعث إليه علي بن أبي طالب كي يخلفه ويقبض منه خمس الغنائم التي كانت تحت إدارة سيف الله .. يقول أحد الصحابة وهو البراء: "بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد إلى اليمن .. ثم بعث عليًا بعد ذلك مكانه فقال مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل فكنت فيمن عقب معه فغنمت أواقي ذوات عدد" (٢)

وقد حدثت خلال تلك الفترة الانتقالية بعض القصص مثل هذه القصة التي أضافت لعلي رضي الله عنه الجديد من الفضائل ..

يقول "بريدة رضي الله عنه: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًا إلى خالد ليقبض الخمس وكنت أبغض عليًا وقد اغتسل فقلت لخالد ألا ترى إلى هذا؟ فلما


(١) سنده قوي رواه ابن إسحاق السيرة النبوية ٥ - ٢٦٧ حدثني محمَّد بن الوليد بن نويفع عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس وابن الوليد قال عنه الدارقطني يعتبر به ولم ينفرد فقد تابعه سلمة بن كهيل عند أبي داود ١ - ١٣٢ وغيره وسلمة وكريب تابعيان ثقتان من رجالهما: التقريب ١ - ٣١٨.
(٢) صحيح البخاري ٤ - ١٥٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>