للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بلال في الأرض .. في مكة سلعة تباع وتشترى وتعرض في الأسواق .. لا يملك بيتًا .. ولا يملك نفسه .. لكن في أعماقه بلال آخر .. بلال مسلم متوثب مزق الشرك والخضوع .. يتبختر في القصور هناك في النعيم .. في الجنة حيث سمعه - صلى الله عليه وسلم - .. سيدًا من سادات الأرض والإِسلام.

في عالم الجنات حيث لا عين رأت مثل ذلك الحب والجمال والأنوار .. ولا أذن سمعت .. ولا خطر شيء من ذلك في خيال بشر مهما هام وأبدع .. وتألق أو غاص عوالم الأحلام والأماني .. أشرع الله أبوابها للموحدين ونثر مفاتيحها في دروب الجميع فمن تخلف فلا يلومن إلا نفسه.

[وصية]

قالتها الملائكة .. لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمَّد بالحجامة) (١).

[العودة للمسجد الأقصى]

بعد هذه الرحلة الممتعة .. في عوالم الخلود العلوية .. عاد - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد الأقصى (فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد الأقصى قام يصلي، فالتفت، ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه) (٢).

ثم ركب البراق فإذا هو في مكة في زمن يخرس الأرقام .. محمَّد يعود والناس نيام .. فماذا سيقول لهم غدًا .. وأي كفر ذلك الذي ستشهده شمس الصباح؟


(١) حديث صحيح. انظر صحيح الجامع الصغير (٥/ ١٥٥).
(٢) إسناده حسن وقد مر معنا ويشهد له ما بعده. وهو حديث صحيح. رواه مسلم. (الإيمان - ذكر المسيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>