ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا منصل الأسنة فلا ندع رمحًا فيه حديدة ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب ..
كنت يوم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - غلامًا أرعى الإبل على أهلي فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذاب) (١)
وإذا كان وفد مسيلمة قد تميز بالوقاحة والكذب فإن الحقيقة التي جاء بها الإِسلام كفيلة بإحراق كذابهم وإحراق من صدقه واحدًا واحدًا .. الحقيقة التي لا يصمد أمامها أي منتحل أو معاند لها .. وكان من بين الوفود القادمة رجل من النصارى يدعى عدي بن حاتم الطائي .. هذا الرجل الذي هرب من بلاده خوفًا من جيش الإِسلام وتوجه نحو الشام حيث الكنائس .. لكن تلك الكنائس زادت غربته فعاد إلى رشده وطرح على نفسه أسئلة تغنيه عن الهرب لو طرحها في وقت أبكر .. أسئلة محرجة أخجلته خاصة وهو ابن رمز الكرم العربي في الجاهلية ..
[قدوم عدي بن حاتم]
دعونا نستمع إلى عدي وهو يقص حكايته وحكاية هروبه وعودته للحق .. فيقول:
"بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث بعث فكرهته أشد ما كرهت شيئًا قط فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم .. فقلت: لو أتيت هذا الرجل فإن كان كاذبًا لم يخف علي وإن كان صادقًا اتبعته .. فأقبلت فلما قدمت المدينة استشرف لي الناس وقالوا: جاء عدي بن حاتم .. جاء