لقد (خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه [حتى بلغ واديًا يقال له:"ذفران" فخرج منه .. حتى إذا كان ببعضه نزل ..] وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم .. فاستشار النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس .. وأخبرهم عن قريش) (١).
لكن كيف علم - صلى الله عليه وسلم - بخروج قريش .. كيف عرف عددهم .. ولماذا يستشير أصحابه مرة أخرى وهم قد وافقوا على الخروج معه عندما كانوا في المدينة .. لنبدأ بالأمر الأول.
[كيف علم (صلى الله عليه وسلم) بخروج قريش]
يقول أحد الصحابة المشاركين بتلك الأحداث وهو أنس بن مالك:
(إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ندب أصحابه فانطلقوا إلى بدر .. فإذا هم بروايا قريش فيها عبد أسود لبني الحجاج .. فأخذه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلوا يسألونه: أين أبو سفيان؟
فيقول: والله ما لي بشيء من أمره علم .. ولكن هذه قريش قد جاءت فيهم أبو جهل وعتبة بن شيبة ابنا ربيعة .. وأمية بن خلف ..
فإذا قال لهم ذلك ضربوه .. فيقول: دعوني .. دعوني أخبركم .. فإذا تركوه قال: والله ما لي بأبي سفيان علم .. ولكن هذه قريش قد أقبلت ..
(١) حديثٌ حسنٌ. دون ما بين المعقوفين. رواه ابن إسحاق وهو جزء من حديث ابن إسحاق الطويل وهو ضعيف إلا ما كان له شواهد تقويه.