للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجيش الضخم ليس من الممكن هزيمته .. فقد "خرج شبان أصحابه وإخفاؤهم حسرًا ليس بسلاح فأتوا قومًا رماة سمع هوازن وبني نصر ما يكاد يسقط لهم سهم .. فرشقوهم رشقًا ما يكادون يخطئون .. فأقبلوا هنالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته البيضاء .. وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر ثم قال:

أنا النبي لا كذب ... أنا بن عبد المطلب" (١)

.. كان هذا الصوت المتأجج حماسًا وثباتًا مثيرًا .. لكنه لا يجد حوله سوى غبار الطلقاء الذين ولوا وتركوا غبارهم يخنق أرض حنين:

[ثم هرب بعدهم الأعراب]

يقول أنس رضي الله عنه: "فجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس" (٢) وقد ساهمت منحدرات الوادي في هزيمه المؤمنين ووقوعهم في الفخ المعد لهم حيث يصف جابر ذلك الوادي وما حدث فيه فيقول:

"كان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد" (٣) إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد كان كما وصفه البراء بن عازب وهو


(١) صحيح البخاري ٣ - ١٠٧١.
(٢) صحيح مسلم ٢ - ٧٣٦.
(٣) سنده صحيح رواه ابن إسحاق السيرة النبوية ٥ - ١١٠ حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر وهذا السند صحيح مر معنا قبل قليل عاصم وعبد الرحمن ثقتان ومعنى: انشمر الناس أي أسرعوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>