للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أفضل وافد: ضمام بن ثعلبة]

أما لماذا صار هذا الأعرابي أفضل وافد على النبي - صلى الله عليه وسلم - فله قصة يرويها أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول: "بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم: أيكم محمَّد؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئ بين ظهرانيهم .. فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ .. فقال له الرجل: ابن عبد المطلب .. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد أجبتك .. فقال الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك .. فقال: سل عما بدا لك .. فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: اللَّهم نعم .. قال أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة، قال: اللَّهم نعم .. قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: اللَّهم نعم .. قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهم نعم. فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر" (١) "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص ثم انصرف إلى بعيره راجعًا قال .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى .. قالوا: مه يا ضمام .. اتق البرص اتق الجنون .. قال: ويلكم إنهما والله لا يضران ولا ينفعان .. إن الله قد بعث رسولًا وأنزل عليه كتابًا


(١) صحيح البخاري ١ - ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>