للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زوجته الترقة التي داست على أنوثتها ونافست الرجال شراسة .. لقد استحق هذان الاثنان تاريخًا أسود لا يزول أبدًا .. ولعنة تلوكهم بها ألسن الأجيال .. يحملها جبريل .. سورة تشهد تخلف ذلك الرجل وزوجته وهمجيته .. واستحقاقه لنار ذات لهب. لكن أبا لهب لا يعيق الإسلام ولا نبيه .. ها قد توجه -صلى الله عليه وسلم- لـ:

[دعوة بني عبد المطلب فقط]

كان هذا النداء لعشيرته -صلى الله عليه وسلم- .. يعلن فيها رسالة ربه بأعلى صوته .. ويعلن بداية العزلة الشعورية بينه وبينهم إذا لم يتبعوه على هدى الله .. ثم توجه بعد ذلك النداء إلى أقرب الناس إليه .. لقد (جمع-صلى الله عليه وسلم- أو دعا بني عبد المطلب، فيهم رهط (١) كلهم يأكل الجذعة (٢)، ويشرب الفرق (٣)، فصنع لهم مدًا (٤) من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام كما هو، كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر (٥) فشربوا حتى رووا، وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب فقال -صلى الله عليه وسلم-:

يا بني عبد المطلب، إني بعثت لكم خاصة، وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون: أخي وصاحبي، فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه (٦) -وكنت أصغر القوم- فقال:


(١) رجال أقل من عشرة.
(٢) الجذعة ولد الشاة. له سنتان.
(٣) الفرق مكيال معروف بالمدينة يساوي (١٦) رطلًا.
(٤) المد مكيال يساوي (١.٥) رطل أو رطلين.
(٥) الغمر: القدح الصغير.
(٦) المتكلم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو الذي روى لنا هذا الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>