للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدعي النبوة فقد قال أحد الصحابة: "أكثر الناس في مسيلمة قبل أن يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه شيئًا فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا فقال: أما بعد ففي شأن هذا الدجال الذي قد أكثرتم فيه وإنه كذاب من ثلاثين كذابًا يخرجون بين يدي المسيح" (١)

أولهم مسيلمه الذي عاد إلى دياره ثم أفرز ما كان محتقنًا به من أكاذيب وأعلن أنه نبي جديد لهذه الأمة .. ولم يكتف بذلك بلغت به الوقاحة أن يبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - برسولين يخبرانه بما فعل .. يقول الصحابي نعيم بن مسعود:

"سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين جاءه رسولا مسيلمة الكذاب بكتابه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهما وأنتما تقولان بمثل ما يقول؟ قالا: نعم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما" (٢) وهو مبدأ إسلامي رفيع زاد من رصيد الاحترام للدولة الإِسلامية وقائدها .. إلا أن الجاهلية أعمت الكثيرين عن رؤية الحقيقة .. هذا أحدهم يعترف بذلك:

[أبو رجاء العطاردى يعترف]

يقول رضي الله عنه: (كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو خير منه


(١) سنده صحيح رواه معمر بن راشد في الجامع١١ - ٣٩٢ عبد الرزاق عن معمر عن الزهريّ عن طلحة بن عبيد الله بن عوف عن أبي بكرة قال وهذا السند صحيح. الزهريّ وشيخه طلحة بن عبد الله بن عوف الزهريّ تابعيان ثقتان تهذيب التهذيب ٥ - ١٨.
(٢) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه الحاكم ٣ - ٥٤: حدثني سعد بن طارق عن سلمة بن نعيم بن مسعود عن أبيه قال .. وسعد بن طارق تابعى ثقة من رجال مسلم أبو مالك الأشجعي انظر التقريب ١ - ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>