للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله. قال- صلى الله عليه وسلم -: "فإني قد أذن لي في الخروج". فقال أبو بكر: "الصحابة" (١) بأبي أنت يا رسول الله. قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "نعم". قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "بالثمن") (٢). أي سأدفع قيمتها.

هذا ما كان يفعله رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - .. أما أعداء الإسلام والحياة .. طواغيت قريش فكانوا في تلك الأيام في شغل وهم ومكائد ينسجون خيوطها في مكان يقال له:

[دار الندوة]

حيث تحولت قريش في اجتماعاتها الحاسمة إلى حمم من الغضب .. دار الندوة تحولت إلى بركان ثائر يريد رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأي ثمن .. فقد أيقنت قريش بأنه لا محالة خارج إلى مدينة الإسلام الجديدة متلحقًا بأصحابه .. الوضع مخيف جدًا .. قريش يخيفها مستقبلها المجهول إن انتصر عدوها محمد - صلى الله عليه وسلم - .. لذلك اجتمعت في يوم أسمته (يوم الزحمة) الذي تحدث عنه ابن عباس فقال: (لما اجتمعوا لذلك، واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة، ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، غدوا في اليوم الذي اتعدوا له، وكان ذلك اليوم يسمى الزحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل، عليه بت (٣) له، فوقف على باب الدار، فلما رأوه واقفًا على بابها، قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد، سمع بالذي اتعدتم له، فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى ألا يعدمكم منه رأي ونصح،


(١) أي أريد صحبتك في هذه الهجرة.
(٢) حديث صحيح رواه البخاري (٣٩٠٥).
(٣) البت: هو الكساء الغليظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>