يحدث .. فرغم الاحتفاء بالهدنة وحقن الدماء .. إلا أن المدينة كانت لا تتنفس ابن أبي سلول في هوائها .. فهو مجرد هدنة هشةٍ لا أكثر .. وقد سئموا الهدن الهشة ..
لقد كانت أجواء المدينة مشبعة بالقادم .. مرطبة بالانتظار .. المدينة وَثَنِيُّوها ويهودها يشعرون بغدٍ هابط لا يحمل على جناحه رجلًا مؤقتًا كابن سلول .. أما اليهود فكانوا ينتظرون نبيًا يفنون به العرب والوثنيين .. ويخلصهم من هذا الشتات المخيف .. تأثر بهم بعض الوثنيين من أهل المدينة فكانوا ينتظرونه .. ويريدون أن يسبقوا اليهود إليه .. حتى ولو اضطروا إلى مزاحمة اليهود في حصونهم .. وكان من هؤلاء المنتظرين ثلاثة من بني هذل هم:
[أسد وأسيد وثعلبة]
ثلاثة من الشباب ليسوا من اليهود .. انصهروا مع اليهود ليفوزوا معهم بهذا النبي القادم كالصباح .. يحدثنا عنهم رجلٌ من بني قريظة رجل عاش مع أسد وأسيد وثعلبة في حصون يهود بني قريظة .. يحدثنا ويحدث رجلًا جالسًا بقربه اسمه عاصم فيقول له:
(هل تدري ما كان علامة إسلام ثعلبة بن سعنة، وأسيد بن سعنة، وأسد بن عبيد -نفرٌ من بني هذل ليسوا من بني قريظة ولا بني النضير، [كانوا فوق ذاك] نسبهم من بني [هذل] أتوا بني قريظة، كانوا معهم في الجاهلية ثم كانوا سادتهم في الإسلام؟
قال عاصم: قلت: لا. قال: فإن رجلًا من يهود أهل الشام يقال له: ابن الهيبان، قدم علينا قبل الإسلام بـ[سنتين] فحل بين أظهرنا والله