للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينظر إلى حبيبته وردة تذبل يومًا بعد يوم .. تذبل ألمًا بعد ألم .. لقد عادها أبوها -صلى الله عليه وسلم- قبل أيام ورأى ما بها وأوصى عثمان الحزين بالمكوث عندها ثم ودعها بعد أن ألقى عليها نظرة الوالد المحب الحاني .. وودعته بعينين حزينتين .. كأني بعينيها تغرقان بالدموع .. تتعلقان بهذا الوالد الذي لا يستطيع البقاء عندها .. ولا يملك لها سوى الدعاء .. استودعها الله وتركها .. ومرارة الوداع في حلقها وقلبها .. ومرارة الوداع في كلماته لعثمان .. وعثمان صابر محتسب .. يفوته الخروج مع حبيبه -صلى الله عليه وسلم- فيصبر .. وقد تفوته رقية وترتحل عنه .. أي ليلٍ سيخيم على عثمان .. رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر صبرًا واحتسابًا .. ابنة في مكة لا يستطيع رؤيتها .. حبيسة الشرك .. وابنة حبيسة المرض .. وأصحاب معدمون يتزاحمون في صفة مليئة بالجوع .. وقريش تسرح وتمرح وتتاجر بأموال أصحابه .. وأمة تحتاج إلى قائد يحملها إلى المستقبل .. وإلى تلك الفرصة ..

قدم -صلى الله عليه وسلم- حاجة أمته على حاجته .. ومصلحتها على هموم أسرته فخرج .. لكن إلى أين .. ؟ هذا أنس بن مالك يسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنعرف منه ما حدث .. إنه يتكلم فلننصت إليه:

[الخروج وأسبابه]

يقول أنس رضي الله عنه:

(بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان .. فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (١)) (٢) ..


(١) قال الراوى بعد هذه الكلمة: لا أدري ما استثنى بعض نسائه .. أي أن بعض نسائه كانت عنده -صلى الله عليه وسلم.
(٢) حديث صحيح. رواه مسلم (كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد).

<<  <  ج: ص:  >  >>