للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضغطت له المسافات حتى رأى في ليلة واحدة ما خلف الكواكب والنجوم .. بل وما خلف السموات.

جمع له الزمن حتى أصبح بين يديه ساعات يقلبها مراكب يبحر بها.

[الإسراء والمعراج]

يقول سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١).

من كان ذلك؟

سؤال لا يُعرف جوابه بالتحديد .. لكنه أيام مكة الحزينة قطعًا .. أما في أي سنة كان ذلك .. في أي شهر .. في أي يوم .. فكل ذلك غير معروف على وجه الدقة .. ليس من دليل صحيح على ذلك .. إن تحديد ليلة معينة للإسراء رجم بالغيب .. والاحتفال بذكرى تلك الليلة يحتاج إلى دليلين.

كل ما نقطع به أنه حدث في ليلة من ليالي مكة .. وما دام الأمر كذلك .. فدعونا منه .. دعونا نتسلل بهدوء من الضجيج المحيط بتوقيته إلى أحداث الإسراء والمعراج من بدايتها إلى مواجهة قريش بما حدث .. فكيف كانت البداية.

[شق للسقف. شق للصدر]

ليالي مكة واحدة تكاد لا تتغير .. فيها يهدأ الجميع .. الصحابة متعبون من الأذى والمطاردة .. والمشركون متعبون أيضًا .. فقد أهدروا


(١) سورة الإسراء: الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>