للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد أن انتهى من خطبته "ودى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل الذي قتلته خزاعة" (١) أي دفع دية الرجل المقتول من بني بكر .. ثم حدد - صلى الله عليه وسلم - عقوبة جنائية هي القتل خطأ "فقال: لا إله إلا الله وحده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده .. الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده .. ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية تعد وتدعى .. وكل دم أو دعوى موضوعة تحت قدمي (٢) هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ألا وإن قتيل خطأ العمد بالسوط والعصا والحجر دية مغلظة مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها" (٣)

توالت التوبة تلو التوبة والبيعة تلو البيعة. وأعطى الطلقاء فرصة كبيرة للتفكير والتروي ومراجعة النفس والتعود على حياة صافية دون أصنام أو أوثان أو خرافات .. لذلك:

[قرر النبي (صلى الله عليه وسلم) البقاء في مكة]

لمدة تكفي لإذابة ما بقى في نفوس الطلقاء من بقايا الجاهلية .. يقول أحد الصحابة "أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة تسعة عشر يومًا يصلى ركعتين" (٤) الظهر ركعتين والعصر والعشاء كذلك أما المغرب والفجر فليس فيهما


(١) هو حديث ابن إسحاق وأحمدُ السابق وهو صحيح.
(٢) أي باطلة لما قيمة لها.
(٣) بين كملة: بالعمد والسوط قال الراوي: "قال هشيم مرة". سنده قوي رواه الإمام أحمد ٣ - ٤١٠ من طريق خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة بن جوشن عن عقبة بن أوس عن رجل من أصحابي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم فتح مكة: وعقبة تابعي صدوق التقريب ٢ - ٢٦ وتلميذه تابعي أيضًا وثقة: التقريب ٢ - ١١٦ وخالد بن مهران الحذاء تابعي صغير ثقة: التقريب وللحديث شواهد تقوية.
(٤) رواه البخاري ٤ - ١٥٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>