سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ثم تركه) (١)، ماذا حدث لوهب بعد ذلك هل مات .. أم مازال حيًا؟ سنعرف الإجابة بعد نهاية المعركة التي انتهت حتى الآن إلى هزيمة كالجحيم .. سقط فيها أكثر من ستين مشركًا .. أما الأسرى فقد بلغ عددهم سبعين أسيرًا .. إن الساحة الآن تذكر بانتصار بدر .. سبعون للأسر وسبعون للقبر .. ومحمَّد - صلى الله عليه وسلم - يكحل ناظريه. بمشهد يسرّ النفس ويشرح الصدر.
لكن هذا المهرجان لم يدم طويلًا .. لقد كانت الساحة جميلة .. مكتنزة بالغنائم والانتصار .. كأن كل شيء قد انتهى .. المشركون انتهوا .. والمؤمنون انتهوا إلى القمة ..
لكن بعض الصحابة الذين كانوا على القمة ارتكبوا كارثة .. لقد حوّلوا تلك القمة إلى قاع دموي .. خاض فيه المشركون وشربوا وانتشوا ..
[ماذا فعل الرماة]
كان بعض الرماة يشاهدون الانتصار والغنائم .. وفي لحظة من لحظات الضعف الإنساني أغرتهم الغنائم فقرّروا النزول .. لقد قال - صلى الله عليه وسلم - لهم: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن
(١) سنده: رواه الطبراني (١٧/ ٦٢): حدثنا أحمد بن زهير التستري حدثنا محمَّد بن سهل بن عسكر، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجرنيّ لا أعلمه إلا عن أنس. وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب وهو تابعي ثقة: التقريب (١/ ٥١٨) وقد صح سماعه من أنس بن مالك: التهذيب (٦/ ٣٨٩) وتلميذه جعفر بن سليمان صدوق من رجال مسلم - التقريب (١/ ١٣١) وعبد الرزاق الصنعاني هو صاحب المصنف المعروف. أما محمَّد بن سهل فهو ثقة من رجال مسلم التقريب (١/ ١٦٧) وشيخ الطبراني هو تاج المحدثين من أحفظ أهل عصره .. انظر البلغة للعلامة حماد الأنصاري (٨٩).