أريد لأرضيهم ولست بلافظ ... مع القوم ما لم أهد في كل مقعد
فما كنت في الجيش الذي نال ... ولا كل عن خير لساني ولا يدي
قبائل جاءت من بلاد بعيدة ... توابع جاءت من سهام وسردد
وإن الذي أخرجتم وشتمتم ... سيسعى لكم سعي امرئ غير
لم يكن الشعر وحده هناك
الطفولة أيضًا في طريق النبي (صلى الله عليه وسلم)
لئن كانت الطفولة أحد الأشياء التي يستسلم قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - لها فإن الحديث عنها وعن براءتها يذهب عناء الطريق إلى مكة .. فعلى ذلك الطريق كانت القبائل العربية تتوجس حدثًا يرفعها أو يحطها .. كان التساؤل ممتدًا على طول الطريق يرصفه حينًا ويثير غباره أحيانًا ..
وكان على الطريق طفل عذب كالمطر شغوف كعينيه البريئتين يبلغ السادسة من عمره اسمه عمرو بن سلمة .. يشده منظر المترددين ما بين مكة والمدينة .. لكن توقد ذهنه وحافظته لا يقنع بالدهشة والتأمل كقومه .. كان يستدعي المزيد ويحفظ الآيات بشكل ملفت .. ويبدو أن قصر ثوبه الوحيد يتيح له خفة الانطلاق خلف الرائح والجاي .. وكان والده سفير قومه للمسير خلف هذا الجيش المتوجه نحو مكان مجهول .. يقول هذا الطفل عن نفسه وعن قومه وعن عرب الجزيرة: "كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله أوحى إليه أو أوحى الله بكذا .. فكنت