للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصابها ما أصابها بعد صد قريش ورفضها وشروطها الظالمة .. انتهت تلك المعجزات بالصحابة إلى شواطئ الأمن واليقين وانتهو جميعًا إلى مكان بين مكة والمدينة .. قريب من بني لحيان .. وفي ذلك الموقع الحرج .. أثار - صلى الله عليه وسلم - حب الفداء والشهادة في أصحابه من جديد .. وكان لسلمة بن الأكوع تميز آخر في هذا الموقع .. وبالتحديد:

[على جبل بين الحديبية والمدينة]

يقول سلمة رضي الله عنه: (ثم خرجنا راجعين إلى المدينة، فنزلنا منزلًا، بيننا وبين بني لحيان جبل وهم مشركون، فاستغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن رقى هذا الجبل الليلة -كأنه طليعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه- قال سلمة: فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثًا، ثم قدمنا المدينة) (١) ولم يحدث قتال بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين بني لحيان .. لكن المدينة تعرضت لهجوم مباغت من عصابة من فزارة وغطفان بقيادة رجل يقال له: عبد الرحمن بن عيينة الفزاري .. وقد نهب في ذلك الهجوم كل إبل النبي - صلى الله عليه وسلم - واستاقها غنيمة معه .. فهاجت من أجل ذلك معركة - غزوة كان بطلها فارس الإسلام: سلمة بن الأكوع .. حدثت تلك الغزوة في مكان يقال له ذو قرد وبه سميت:

[غزوة ذي قرد]

يقول بطل هذه الغزوة: (كانت لقاح (٢) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترعى بـ: ذي قرد، فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال: أُخذت لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت: من أخذها؟


(١) حديث صحيح رواه مسلم (١٨٠٧).
(٢) ذات الدر من الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>