للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما بلغ باب المرأة، قيل للمرأة: إن نبي الله يريد أن يدخل: يعزيها، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: "أما إنه بلغني أنك جزعت على ابنك فأمرها بتقوى الله وبالصبر"، فقالت: يا رسول الله .. ما لي لا أجزع وإني امرأة رقوب لا ألد، ولم يكن لي غيره؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "الرقوب: الذي يبقى ولدها"، ثم قال: "ما من امرئ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد يحتسبهم إلا أدخله الله بهم الجنة"، فقال عمر وهو عن يمين النبي -صلى الله عليه وسلم -: بأبي أنت وأمى .. واثنن؟ قال -صلى الله عليه وسلم -: "واثنين") (١).

إذًا فالنبي -صلى الله عليه وسلم - (كان يتعهد الأنصار، ويعودهم ويسأل عنهم) (٢).

كان يتفقدهم رجالًا ونساءً .. أغنياء وفقراء .. كان يفرح معهم .. ويواسيهم في مصائبهم وأحزانهم .. كان يخفف عنهم بعض أعباء الحياة وهمومها ..

ها هو يتهيأ للخروج .. سوف يعود مريضًا .. وهذه المرة لم يكن المريض رجلًا عاديًا إنه أحد أبطال الأنصار وزعمائهم .. لقد سمع -صلى الله عليه وسلم - بأن سعد بن عبادة يلازم فراشه فتحركت مشاعره نحو أخيه وحبيبه وتحركت دابته نحو هذا الأنصاري الكريم .. دعونا نمشى خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فسوف يصادف في طريقه.

شجرةً غريبةً

رآها - صلى الله عليه وسلم - في المدينة .. نبتة مشوهة تظهر لأول مرة .. أثارها غبار دابة


(١) سنده حسن على شرط مسلم كما قال الإِمام الألباني في الجنائز (١٦٤) وقد عزاه للحاكم والبزار تبعًا للهيثمى.
(٢) سنده حسن على شرط مسلم كما قال الإِمام الألباني في الجنائز (١٦٤) وقد عزاه للحاكم والبزار تبعًا للهيثمى.

<<  <  ج: ص:  >  >>