للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(من يعلم ما فعل أبو جهل) (١) فتقدم رجل نحيل الجسم .. دقيق الساقين .. كان يرعى الغنم في مكة .. وكان أبو جهل قد استضعفه ذات يوم في مكة فآذاه .. تقدم هذا الرجل النحيل الصالح وقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا يا نبي الله) (٢) فانطلقت تلك الساقان تنفيذًا لإرادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وبعد قليل هدأتا وتهادتا نحو جريح ينزف .. قد طارت ساقه وطار صوابه .. حدق به ابن مسعود فإذا هو أبو جهل (فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد فأخذ بلحيته فقال: أنت أبو جهل .. قال: وهل فوق رجل قتلتموه أو قتله قومه) (٣).

فقال ابن مسعود: (قد أخزاك الله. فقال: هل أعمد من رجل قتلتموه) (٤) أي حقد ينضح من جثة هذا الطاغية .. وأي روح خبيثة تلك التي بين جنبيه .. لقد كان أبو جهل جثّة .. كتلةً متورمة من العناد .. فهل سيتركه ابن مسعود ليخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم ماذا .. ؟

[ماذا فعل ابن مسعود بأبي جهل]

قال رضي الله عنه: (أدركت أبا جهل يوم بدرٍ صريعًا فقلت: أي عدو الله قد أخزاك الله. قال: وبم أخزاني من رجل قتلتموه .. ؟!

ومعي سيف لي، فجعلت أضربه ولا يحيك فيه شيء، ومعه سيف له جيد فضربت يده، فوقع السيف من يده، فأخذته، ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: الله الذي لا إله إلا


(١) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ (٣/ ٨٦ - ٨٧).
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ (٣/ ٨٦).
(٣) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ (٣/ ٨٦).
(٤) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ (٣/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>