للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو .. قلت: الله الذي لا إله إلا هو -حتى حلفني ثلاثًا-[قال: انطلق فاستثبت، فانطلقت فأنا أسعى مثل الطائر، ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك فأخبرته] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فانطلق فأرني. فانطلقت معه فأريته، فلما وقف عليه - صلى الله عليه وسلم - قال:

هذا فرعون هذه الأمة) (١) رأسه هنا .. ورجله هناك .. وباقيه في مكان آخر.

أبو جهل الذي جمع الشرك كله .. ورفض الحكمة كلها .. أبو جهل الذي وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بأنهم مجرد لقمة .. مجرد أكلة جزور .. أبو جهل الذي اتهم عقلاء قومه بالجبن يسقط على أرض بدر دون أن يمس أحدًا من المسلمين بأذى .. دون أن يشفي غليله ولو بضربة واحدة .. أما سيف أبي جهل الثمين فلم تصدر منه سوى ضربة واحدة متجهة نحو صاحبها .. نحو أبي جهل .. هلاك أبي جهل مروع .. والتاريخ يكتب للطغاة بحبر المضطهدين .. لكنهم لا يقرأون .. ولا يفيد من التاريخ سوى العقلاء .. مات أبو جهل بسيفه .. والذين مزقوه شباب صغار .. والذي أجهز عليه أحد الضعفاء الذين أخافهم وأذلهم في شوارع مكة


(١) سنده قوي. رواه الطبراني (٩/ ٨٣) حدثنا الحسن بن إسحاق التستري حدثنا أبو المعافى محمَّد بن وهب بن أبي كريمة الحراني حدثنا محمَّد بن أبي تملة عن أبي عبد الرحيم عن زيد ابن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود .. وهذا السند قوي لولا محمَّد بن أبي تملة فلم أجد له من ترجمة. والصواب محمَّد بن سلمة الحراني ابن أخت عبد الرحيم الحراني فهو من تلاميذ خاله ومن شيوخ محمَّد بن وهب بن أبي كريمة الحراني. انظر التهذيب (٩/ ٥٠٦) (٩/ ١٩٣ - ١٩٤) وهؤلاء ثقات كلهم، وعمرو بن ميمون مخضرم ثقة مشهور، التقريب (٢/ ٨٠) أما شيخ الطبراني فهو حافظ جليل. انظر سير أعلام النبلاء (١٤/ ٥٧) وللحديث شواهد كثيرة منها شواهد عند الطبراني (٩/ ٨١ - ٨٢ - ٨٣) وفيها انقطاع بين أبي عبيدة ووالده ... ومنها حديث سنده قوي عند البزار.

<<  <  ج: ص:  >  >>