الله هذا صديق حميم لزوجها عمرو بن الجموح .. لكن أحوال عبد الله بن عمرو بن حرام مختلفة عن أحوال صديقه .. كان لعمرو بن الجموح أربعة أبناء يحاولون إبقاءه في بيته .. أما عبد الله فله ولد وحيد اسمه جابر .. وهو يمنعه الآن من الخروج .. إنه يأمره بالبقاء في المدينة .. فظروف بيت عبد الله تستدعي أن يبقى أحد الاثنين .. ولابد للابن من أن يطيع والده .. لكن لماذا لا يخرج الاثنان إلى المعركة كما خرج عمرو وأبناؤه وأمّهم جميعًا .. ؟ دعونا نتوجّه إلى بيت جابر بن عبد الله إنه ليس ببعيد .. ها هو البيت .. بيت جميل بالإيمان والأحلام والفتيات .. بيت يغرق بالمشاعر والدموع والرجال. في عالم بين:
[البنات والمعركة]
حديث حزين يدور بين جابر بن عبد الله ووالده الذي يصرّ على الخروج .. فيخاطب رجولة ابنه وبرّه وإيمانه فيقول:(يا جابر .. لا عليك أن تكون في نظاري المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا، فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي)(١) ..
جابر ووالده لهف على الموت في سبيل الله .. لكن الدموع التي تفيض من العيون البريئة .. وتلك النظرات الخائفة التي تعصف بقلب هذا الشيخ الكبير .. تتعلّق به وتريد الاحتفاظ به .. تتغلغل كالجروح ..
تسع فتيات حزينات .. يتساءلن هل سيعود والدنا من المعركة أم أنه الوداع الأخير لهذا الشيخ الحبيب.
عناق ونظرات ودموع تحاصر هذا الشيخ .. فيتفطر قلبه ويحسّ بدبيب الموت يسري في عروقه .. ويشعر بخطوات اليتم المخيفة تتجه نحو