للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنه: فعرفت أنه سيكون قتال) (١) صدق أبو بكر .. فتلك الرسالة شرارة .. والمدينة في خطر والهشيم يحيط بها من كل ناحية وفي قلوب المشركين واليهود يتكوم هشيم أخطر .. ولا بد من الاحتراز والاحتياط .. لا بد من السلاح في جو مكفهر بالسلاح والشرك .. فهب الصحابة رضوان الله عليهم:

[حراسة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)]

ذات ليلة كانت عائشة إلى جانبه -صلى الله عليه وسلم- وكان السهر إلى جانبهما أيضًا .. قلقت عائشة رضي الله عنها، فماذا حدث؟ تقول رضي الله عنها: (إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه .. فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-:

"ليت رجلًا صالحًا من أصحابى يحرسني الليلة".

فبينا أنا على ذلك إذ سمعت صوت السلاح .. فقال -صلى الله عليه وسلم-:

"من هذا .. " فقال: أنا سعد بن مالك .. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما جاء بك .. " قال: جئت لأحرسك يا رسول الله .. قالت -عائشة- فسمعت غطيط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نومه) (٢) .. بعد أن تطوع سعد بن أبي وقاص لحراسته -صلى الله عليه وسلم.

لم يكن الخطر سهمًا واحدًا نحو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل كان أسهمًا ورماحًا منطلقة نحو كل مؤمن .. نحو كل أنصاري ومهاجر .. ولا بد أن


(١) سنده صحيح. رواه الطبرانى في تفسيره (٩/ ١٦٠) من طرق عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. ومسلم البطين هو ابن عمران وهو ثقة من رجال الشيخين وشيخه إمام من أئمة التابعين ومجاهديهم ... وهو على شرط الشيخين وصححه الألباني في صحيح الترمذيُّ (٣/ ٧٩).
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري ومسلمٌ وأحمدُ واللفظ لأحمد (٦/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>