مر- صلى الله عليه وسلم - ورفقته بمحطات عديدة تذكرها عائشة جيدًا فتقول رضي الله عنها وهي تتحدث عن زوجها وأبيها بعد أيام الغار: (هدأت عنهما الأصوات، وأتاهما أن قد سكت عنهما، جاءهما صاحبهما ببعيرهما، فانطلقا وانطلق معهما عامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما، يردفه أبو بكر ويعقبه على رحله، ليس معهما إلا عامر بن فهيرة وأخو بني عدي يهديهما الطريق، فأجاز بهما "في أسفل مكة"، ثم مضى بهما حتى "حاذى بهما الساحل أسفل من عسفان" ثم استجاز بهما حتى عارض الطريق بعدما جاوز "قديدًا" ثم سلك "الخرار"، ثم أجاز على "ثنية المرة" ثم أخذ على طريق يقال لها "المدلجة بين طريق عمق وطريق الروحاء" ثم توافوا طريق "العرج" وسلك ماء يقال له "الغابر عن يمين ركوبة" حتى يطلع على بطن "رئم" ثم جاء حتى قدم المدينة على "بني عمرو بن عوف" قبل القائلة) (١) إذًا فنهاية تلك المحطات هي محطة بن عمرو بن عوف لكن لماذا لم يذهب - صلى الله عليه وسلم - إلى يثرب مباشرة .. لماذا مال إلى بلدة بني عمرو بن عوف المشهورة بـ (قباء) .. ما هو شعور الأنصار وهم ينتظرونه على مشارف يثرب فتأتيهم الأخبار أن نبيهم في قباء الآن .. أسئلة ملحة والإجابة عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم -.
(١) سنده صحيح رواه ابن جرير بسند صحيح (٢/ ٣٧٥): حدثنا علي بن نصر وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبان بن العطار، حدثنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة، وعلي وعبد الوارث ثقتان. التقريب ٠٢/ ...) و (١/ ٥٢٧) وعبد الصمد صدوق (١/ ٥٠٧) وأبان ثقة (١/ ٣١) وبقية السند معروف وقد توبع هشام ومن بعده عند الحاكم بلفظ فيه اختلاف بسيط (٢/ ٨).