أشد رعبًا وخوفًا من قبل إلا من آمن منهم وامتلأ قلبه برحابة الإيمان وراحته .. فالسيف الذي تركه سعد لا يزال محمولًا بكف فارس آخر .. وهو على أتم الاستعداد لأي خيانة جديدة مهما كان حجمها ..
لكن ماذا عن رأس الفتنة .. ومحرض الأحزاب سلام بن أبي الحقيق .. وحيي بن أخطب الذي أخذ على نفسه عهدًا بمعاداة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومحاربته وعناده ما تردد الهواء في صدره .. رغم معرفته وتأكده من نبوته .. يبدو أن حيي بن أخطب قد قتل مع من قتل من بني قريظة .. أما سلام بن أبي الحقيق فقد ورط الأحزاب ثم خانهم جميعًا وهرب .. بل خان يهود قريظة ثم انسل كالحية إلى (حصن له بأرض الحجاز)(١) في خيبر بالتحديد .. فهل سيفلت من العقاب الذي حل ببني قريظة .. إنه يستحق أكثر من عقاب .. فهو الذي خطط .. ورتب وحرض .. ولما اشتبك أعداؤه وحلفاؤه ترك الجميع وهرب .. وهو في حصنه الآن .. بين نسائه وأصدقائه يشرب ويتنعم ويحلم بدماء محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .. وانهيار دولتهم في أقرب فرصة ..
لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يترك هذا المجرم وأحلامه .. إنه آفة خطيرة تسري في العقول .. وتنتشر في الهواء .. وتلوث الحياة .. لذلك فقد أصدر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرًا بالقضاء على تلك الآفة .. أصدر أمرًا بـ:
[قتل سلام بن أبى الحقيق]
وكان أكثر المتحمسين لذلك فرسان الخزرج .. الذين أرادوا منافسة إخوانهم الأوس في نصرة الله ورسوله .. يقول البراء بن عازب رضى الله عنه: