للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ..

فقال له: كم القوم؟ فقال:

هم -والله- كثير عددهم .. شديد بأسهم .. فجهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخبره كم هم .. فأبى .. ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله كم ينحرون من الجزور (١) ..

فقال عشرًا كل يوم ..

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: القوم ألف .. كل جزور لمائة) (٢).

بذكائه توصل - صلى الله عليه وسلم - إلى عدد قريش .. لكن كم كان:

[عدد الصحابة]

إذا كانت قريش ألفًا فإن ذلك الطفل الذي منعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الخروج لصغر سنه .. يحدثنا عن عدد المسلمين .. البراء بن عازب رضي الله عنه يقول:

(استصغرت أنا وابن عمر يوم بدرٍ وكنا -أصحاب محمَّد- نتحدث أن عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر .. كعدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر .. وما جاوز معه النهر إلا مؤمن) (٣) لقد كان امتحانًا صعبًا لطالوت ومن معه .. وها هو امتحان آخر لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..


(١) الإبل.
(٢) حديث صحيح. رواه البيهقي (٣/ ٤٢) وأحمد (٢١/ ٣١ الفتح الرباني): إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة عن علي وهذا السند صحيح: إسرائيل ثقة وهو حفيد شيخه وسماعه منه قبل الاختلاط، وجده تابعي ثقة (التقريب ١/ ٦٤) وهما من رجال الشيخين ... أما حارثة بن مضرب فهو تابعي كبير وهو ثقة (التقريب ١/ ٦٤).
(٣) حديث صحيح. رواه البخاري والبيهقيُّ واللفظ له (٣/ ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>